(مدينة رقادة في بلاد المغرب)

Abstract

تعد مدينة رقادة من المدن الأغلبية المهمة التي ظهرت في أفريقية في القرن الثالث الهجري في زمن الأمير الأغلبي إبراهيم الثاني، والتي تمتعت بموقع جغرافي مهم أصبحت بموجبه من أجمل المدن التي ظهرت في أفريقية بسبب جمال طبيعتها وكثرة بساتينها وطيب هواتها. وقد مرت بأدوار تاريخية مهمة على المستوى العمراني والاقتصادي والحضاري حتى غدت واحدة من أهم المدن العربية الإسلامية في مجال تطور الفكرية بها والتي تمثلت في تأسيس بيت الحكمة فيها على يد الأمير إبراهيم الثاني. ويأتي سبب اختيار الموضوع (مدينة رقادة في بلاد المغرب)، لغرض تسليط الضوء على الجوانب العمرانية والاقتصادية والعلمية في المدينة، إذ تم تقسيم البحث على أربع محاور سبقتها مقدمة ولحقها خاتمة، تناول المحور الأول الموقع والتسمية لمدينة رقادة، فيما تعرض المحور الثاني الى الجوانب العمرانية في المدينة، وخصصنا المحور الثالث لبحث الأوضاع الاقتصادية في المدينة، أما المحور الأخير فقد عقدناه لتسليط الضوء به على الحركة العلمية في المدينة. ومن أهم المصادر التي اعتمد عليها البحث كتاب (رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وأفريقية) للمالكي، الذي أحتوى على معلومات غزيرة عن حياة فقهاء وعباد أفريقية المشهورين وكذلك تزويدنا ببعض المعلومات التاريخية عن المدينة. أما كتاب البيان المغرب لأبن عذارى (ت 695هـ) والذي هو عبارة عن تاريخ عام للمغرب والأندلس من الفتح العربي من عصر بني مرين في المغرب الأقصى، ويقع في 14 جزء وترجع أهمية الكتاب أن ابن عذارى اعتمد في كثير من رواياته للأحداث على مجموعة من المصادر التي في حكم المفقودة مثل: كتاب أفريقية والمغرب للرفيق القيرواني. كما أفاد البحث كتاب أبي عبيد البكري (ت 487هـ) المغرب في ذكر أفريقية والمغرب، إذ أوردة معلومات تاريخية وجغرافية مفصلة عن المدينة، كما أفاد البحث من بعض الكتب الجغرافية مثل: كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي (ت 626هـ)، والذي هو موسوعة تاريخية جغرافية لاغنى للباحثين عنه بالإضافة إلى كتاب (صورة الأرض) لابن حوقل وكتاب (أحسن التقاسيم) للمقدسي وغيرها من المصادر الأخرى.