الكتب بين الذاكرة والنسيان سلسة (مقبرة الكتب المنسية ) لكارلوس رويث ثافون انموذجا

الملخص

السرد ظل وارف ممتد ليظل تحته كل محكيات البشر منذ أول الخليقة وسرودها البدائية الاولى، الى الوقت الراهن الذي يتبارى فيه الادباء والمبدعين ليستعرضوا إمكانياتهم الفنية في الحكي/ السرد، ليقدموا سرودا فنية تعبر عن تمكنهم وأحترافهم الكتابة الروائية بشكل خاص، ومن بينهم ثافون الذي أتحفنا بمتاهته التي أستنفذت كل تقانات السرد الروائي، بصورة ماتعة، حذقة، سخر فيها التقانات لتكون وسيلته للتلاعب بخيوط السرد وتواتر الاحداث، ليقدم ثيمات عديدة يعد الكتاب ووظيفته ومصيره أبرزها وأهمها، لذا عبرنا متاهة التقانات المتشعبة والملتفة لنصل الى أحدى الافكار المهمة التي طرحها ثافون في سلسلته الفريدة، الكتب، وتحولها الى وسيلة حفظ ومقاومة للنسيان، ثم حاجتها هي ذاتها للحفظ والامان من الاحكام التي يصدرها الآخر بحقها، وتحول هذا الحفظ الى موت وغياب، فكان الكتاب سفينة تحمل هوية كاتبها، وهوية معتنقي أفكارها ، تبحر بين أمواج الذاكرة والنسيان، ليستحيل أحدها ميناءا تنتهي عند شواطئه رحلة الخوف من الحضور والغياب.