نقد النسق في الفلسفة المعاصرة

چکیده

كثيراً ما وصف عصرنا بأنه العصر الذي ولي واندثر فيه عهد بناء الأنساق، بعد ان كانت الفلسفة كما انتهت مع هيغل وبحسب هيغل هي النسق ، أي مجموعة من القضايا المرتبة في نظام معين، بعضها مقدمات ، يبرهن عليها في النسق ذاته، وتترابط ببعضها بارتباط منطقي، جاء نيتشه ليعلن حربه على الأنساق، ومن بعده فلاسفة الاختلاف - دريدا دولوز، فوكو- وأصحاب الفلسفة التهذيبية– هايدغر، فنجنشتاين المتأخر، ديوي – في مقابل أصحاب الفلسفة النسقية. ورغم ان الفلاسفة اللانسقيون لا ينضوون تحت لواء مدرسة توحدهم، إلا أنهم يلتقون من خلال همّ واحد يشغلهم، فجميعهم كانوا مرتابين بالنسق ومبادئه. وربما لا يعني ذلك تجاوز شكل معين من الفلسفة، بقدر ما يعني فتح المجال أمام شكل جديد من اشكال الأنساق المتعددة او المفتوحة. .

     أهمية هذه الدراسة انها لا تبحث في معنى النسق ومبادئه ونقده فقط، وانما هي تحاول الاجابة عن سؤال  آليات تفكيك النسق ؟ وايضا البحث في آليات التأسيس لعصر جديد عصر ما بعد النسق ؟ ، وفي هكذا زمنٌ نوعي- زمن الانتقال- من عصر تشظت فيه الحقائق واصبحت نسبية بعد ان كانت الحقائق يقينية، مطلقة، واصبحت المعرفة احتمالية بعد ان كانت حتمية. ربما يكتسب هذا الانتقال الكثير من الوضوح و الدقة ، بربطها بالنقد النيتشوي للنسق ، بوصفه ابرز الدعاة ضد النسقية والمؤثرين في الفلاسفة اللانسقيون.

انضوت هذه الدراسة على ثلاث مباحث هي المبحث الاول: مفهوم النسق ومبادئه، المبحث الثاني: حول نقد النسق ، المبحث الثالث– تفكيك  النسق. الرابع: التأسيس لما بعد النسق.